أرسى ديننا مفهوم طلب العلم لتكريس فعل العبادة عمليا في الواقع الملموس. وبما أن نواة المجتمع المسلم هي الأسرة فهي المحضن الطبيعي الذي ينشأ فيه الفرد المسلم.
وهذا الفرد له من الحقوق علي أسرته ما يتوجب علي هذه الأخيرة أن تنشأه التنشأة الإسلامية الصالحة وأول ما ينبغي أن تمنحه من حقوق أن تغرس فيه مبدأ طلب العلم بشقيه: الشرعي والدنيوي.
فعليه أن يتعلم كيفية الصلاة أركانها وشروطها، وأن يكون له علم وافي بالعقيدة والأخلاق الإسلامية. فبإكتسابه معرفة جيدة بما جاء في دينه من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ومن صلاة وصوم وحج وزكاة وما يترتب عنه من إلتزام الأخلاق الإسلامية وما الي ذلك، سيتمكن هذا الفرد من عبادة الله العبادة الحقة و سيكون فردا صالحا لأسرته و نافعا لمجتمعه من خلال سلوكه الأخلاقي الرفيع، و من خلال تعلمه علوم الدنيا سيعمر الأرض و سيجسد بحق مطلب خلافة الله في الأرض.
فتعامل الأسرة المسلمة مع فريضة طلب العلم و التي هي فريضة بنص الحديث النبوي الشريف ( طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة) لا يمكن أن نستخف به أو نستهين به أو أن نهمله. فإلتزام الأسرة بتمكين أبناءها من طلب العلم هو إجباري لا خيار لها فيه. و ما يجب أن ننوه به : يؤكد التصور الإسلامي تلازم طلب العلم الشرعي مع طلب علوم الدنيا. فالأول يكمل الأول و العكس صحيح أما أن نلقن الطفل المسلم علوم الدنيا فقط دون علوم دينه الإسلام، فهذا إخلال بمسؤولية الوالدين في تعريف أبناءهم بدينهم و حرمانهم من حق ممارسته بعد تعرفهم عليه.
فنحن أبتلينا في أيامنا هذه الأيام بجيل له دراية بأهم القواعد الرياضية ونراه يبدي جهل معيبا بأحكام و شروط الصلاة و لا يقوم بها أصلا !! فما الفائدة من إبن مجتهد في علوم الدنيا و هو لا يؤدي الصلاة و التي هي ركن من أركان الإيمان و التوحيد الخمسة ؟
يتعين علي الأسرة المسلمة أن تهيأ لأبناءها سبل طلب العلم و تيسيرها لهم لتمكينهم من معرفة دينهم قبل كل شيء. و لا يتطلب ذلك إمكانيات مادية مثقلة لكاهل هذه الأسرة. فعلي الوالدين مثلا أن يبادروا بتسجيل طفلهم بمجرد بلوغه سن الرابعة في مدرسة مسجد حيهما، ليتلقي مرتين في الأسبوع تعاليم دينه من عقيدة و أخلاق. فمن الأهمية بمكان أن يتعرف الطفل المسلم علي الله ربوبيته و أسماءه و صفاته ليكون توحيده عن بينة. و لا بأس من تزويد مكتبة البيت ببعض الكتب الملخصة لأمهات الكتب من فقه و حديث و تفسير. ثم علي الوالدين تقع مهمة إشاعة أجواء طلب العلم الشرعي و الدنيوي في البيت،
لِمَ نراجع لأبناءنا دروسهم في مواد كالرياضيات و الفيزياء و نهمل تماما مطالبتهم بحفظ حزب واحد من القرآن علي الأقل كل نصف سنة و تحفيزهم بجوائز قيمة دون أن تكون مكلفة ؟ لمَ لا نشجعهم علي تعلم ترتيل و تجويد القرآن بحسب أحكامه و المتاح لهم عبر عدة وسائل أهمها المسجد ؟
فالأسرة مكلفة شرعا بتربية أبناءها التربية الإسلامية و أهم رافد في دعم هذه التربية هو طلب العلم الشرعي الذي يضمن للطفل ثبات و صيرورة إسلامية لن تهتز عند تقدمه في السن بل سترسخ فيه الإنتماء إلى أمة الإسلام و حرصه علي إرضاءه لربه العلي القدير. و لكي لا يلتبس الأمر علي القاريء الكريم ينبغي أو اوضح أمرا هاما : مطالبة الأسرة بتمكين أبناءها من العلم الشرعي، لا يعني ذلك أنها مطالبة بتخريج عالم من علماء الدين أو فقيه من فقهاء الشريعة. إنما ما نرنو إليه أن تكون معرفة الطفل عميقة بعقيدته القائمة علي مبدأ التوحيد و العبودية لله و أن يكون محيطا بأخلاق الإسلام و كيف له أن يلتزم بأخلاق الجد و الكد و الإجتهاد و العفة لنتمكن من بناء صرح المجتمع الإسلامي. فأي إنبعاث حضاري للإسلام يبدأ من الفرد لينتهي مشروعا حضاريا يتصدي لتحقيقه جيلا مؤمنا مسلما.
و نموذج الأسرة المسلمة المذكور في الأعلي يكاد يكون منعدما في مجتمعاتنا غير أنه و لله الحمد و بفضل إرادة بعض المؤمنين و المؤمنات ممن لم تغرر بهم الحضارة المادية و مظاهر التمدن العلماني الكاذب نجحوا في تأسيس عائلات حريصة علي إرضاء ربها و إنجاب جيل واعي مدرك لحقوق الله عليه و هؤلاء هم شموع في ليلنا الدامس فهم يجسدون القدوة الصالحة التي تقاوم المد العلماني الملحد بذكاء و يقظة عاملة بالآية الكريمة من سورة الكافرون : ( لكم دينكم و لي ديني).
وهذا الفرد له من الحقوق علي أسرته ما يتوجب علي هذه الأخيرة أن تنشأه التنشأة الإسلامية الصالحة وأول ما ينبغي أن تمنحه من حقوق أن تغرس فيه مبدأ طلب العلم بشقيه: الشرعي والدنيوي.
فعليه أن يتعلم كيفية الصلاة أركانها وشروطها، وأن يكون له علم وافي بالعقيدة والأخلاق الإسلامية. فبإكتسابه معرفة جيدة بما جاء في دينه من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ومن صلاة وصوم وحج وزكاة وما يترتب عنه من إلتزام الأخلاق الإسلامية وما الي ذلك، سيتمكن هذا الفرد من عبادة الله العبادة الحقة و سيكون فردا صالحا لأسرته و نافعا لمجتمعه من خلال سلوكه الأخلاقي الرفيع، و من خلال تعلمه علوم الدنيا سيعمر الأرض و سيجسد بحق مطلب خلافة الله في الأرض.
فتعامل الأسرة المسلمة مع فريضة طلب العلم و التي هي فريضة بنص الحديث النبوي الشريف ( طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة) لا يمكن أن نستخف به أو نستهين به أو أن نهمله. فإلتزام الأسرة بتمكين أبناءها من طلب العلم هو إجباري لا خيار لها فيه. و ما يجب أن ننوه به : يؤكد التصور الإسلامي تلازم طلب العلم الشرعي مع طلب علوم الدنيا. فالأول يكمل الأول و العكس صحيح أما أن نلقن الطفل المسلم علوم الدنيا فقط دون علوم دينه الإسلام، فهذا إخلال بمسؤولية الوالدين في تعريف أبناءهم بدينهم و حرمانهم من حق ممارسته بعد تعرفهم عليه.
فنحن أبتلينا في أيامنا هذه الأيام بجيل له دراية بأهم القواعد الرياضية ونراه يبدي جهل معيبا بأحكام و شروط الصلاة و لا يقوم بها أصلا !! فما الفائدة من إبن مجتهد في علوم الدنيا و هو لا يؤدي الصلاة و التي هي ركن من أركان الإيمان و التوحيد الخمسة ؟
يتعين علي الأسرة المسلمة أن تهيأ لأبناءها سبل طلب العلم و تيسيرها لهم لتمكينهم من معرفة دينهم قبل كل شيء. و لا يتطلب ذلك إمكانيات مادية مثقلة لكاهل هذه الأسرة. فعلي الوالدين مثلا أن يبادروا بتسجيل طفلهم بمجرد بلوغه سن الرابعة في مدرسة مسجد حيهما، ليتلقي مرتين في الأسبوع تعاليم دينه من عقيدة و أخلاق. فمن الأهمية بمكان أن يتعرف الطفل المسلم علي الله ربوبيته و أسماءه و صفاته ليكون توحيده عن بينة. و لا بأس من تزويد مكتبة البيت ببعض الكتب الملخصة لأمهات الكتب من فقه و حديث و تفسير. ثم علي الوالدين تقع مهمة إشاعة أجواء طلب العلم الشرعي و الدنيوي في البيت،
لِمَ نراجع لأبناءنا دروسهم في مواد كالرياضيات و الفيزياء و نهمل تماما مطالبتهم بحفظ حزب واحد من القرآن علي الأقل كل نصف سنة و تحفيزهم بجوائز قيمة دون أن تكون مكلفة ؟ لمَ لا نشجعهم علي تعلم ترتيل و تجويد القرآن بحسب أحكامه و المتاح لهم عبر عدة وسائل أهمها المسجد ؟
فالأسرة مكلفة شرعا بتربية أبناءها التربية الإسلامية و أهم رافد في دعم هذه التربية هو طلب العلم الشرعي الذي يضمن للطفل ثبات و صيرورة إسلامية لن تهتز عند تقدمه في السن بل سترسخ فيه الإنتماء إلى أمة الإسلام و حرصه علي إرضاءه لربه العلي القدير. و لكي لا يلتبس الأمر علي القاريء الكريم ينبغي أو اوضح أمرا هاما : مطالبة الأسرة بتمكين أبناءها من العلم الشرعي، لا يعني ذلك أنها مطالبة بتخريج عالم من علماء الدين أو فقيه من فقهاء الشريعة. إنما ما نرنو إليه أن تكون معرفة الطفل عميقة بعقيدته القائمة علي مبدأ التوحيد و العبودية لله و أن يكون محيطا بأخلاق الإسلام و كيف له أن يلتزم بأخلاق الجد و الكد و الإجتهاد و العفة لنتمكن من بناء صرح المجتمع الإسلامي. فأي إنبعاث حضاري للإسلام يبدأ من الفرد لينتهي مشروعا حضاريا يتصدي لتحقيقه جيلا مؤمنا مسلما.
و نموذج الأسرة المسلمة المذكور في الأعلي يكاد يكون منعدما في مجتمعاتنا غير أنه و لله الحمد و بفضل إرادة بعض المؤمنين و المؤمنات ممن لم تغرر بهم الحضارة المادية و مظاهر التمدن العلماني الكاذب نجحوا في تأسيس عائلات حريصة علي إرضاء ربها و إنجاب جيل واعي مدرك لحقوق الله عليه و هؤلاء هم شموع في ليلنا الدامس فهم يجسدون القدوة الصالحة التي تقاوم المد العلماني الملحد بذكاء و يقظة عاملة بالآية الكريمة من سورة الكافرون : ( لكم دينكم و لي ديني).